"الدوري الممتاز" الفائز الأكبر بصعود المنصورة والجونة والإنتاج الحربي

المنصورة يعود للعب مع الكبار

ربما كانت الفرحة العارمة من نصيب الفرق الصاعدة إلى الدوري الممتاز بدءا من الموسم المقبل. ولكن يتعين على مسؤولي المسابقة الشعور بالامتنان لبلوغ الفرق الثلاثة التي ستضيف للبطولة مكاسب هامة لم يحققها أي ثلاثي تأهل إلى الأضواء منذ سنين.

ويستقبل الدوري الممتاز في 2009-2010 فرق المنصورة، التي تأهلت عن مجموعة بحري والجونة، التي بلغت المسابقة عبر مجموعة الصعيد إضافة إلى الإنتاج الحربي بطل مجموعة القاهرة.

ويتمتع كل من المتأهلين بسمات خاصة، تجعله إضافة حقيقية لمسابقة بدأت في الموسم الحالي تستعيد قدرا من بريقها بسبب احتدام المنافسة على اللقب حتى الأسابيع الأخيرة وظهور بعض القوى الجديدة واللاعبين المميزين.

جماهيرية المنصورة

يحظى فريق المنصورة بمساندة آلاف المشجعين، ما يجعله أحد الفرق التي تعطي الدوري الممتاز مسحة جماهيرية باتت في تناقص مستمر بسبب خفوت نجم الأندية الشعبية لحساب أندية الشركات.

ويضم جدول الدوري الممتاز للموسم الحالي خمس فرق تمثل شركات إضافة إلى ثلاثة آخرين يمثلان هيئتي القوات المسلحة والشرطة.

ويتذكر مشجعو الأهلي والزمالك جيدا عقد التسعينات، لاسيما نصفه الثاني، الذي كان الحصول فيه على النقاط الثلاث من ملعب المنصورة - المحاط ببنايات يطل منها متفرجون متحمسون دائما - إنجازا كبيرا على طريق الحصول على لقب الدوري.

ويتميز جمهور المنصورة بأن انتمائه الأول لفريقه حتى وإن كان المشجع له ميول بيضاء أو حمراء. ويظهر هذا الأمر جليا في التشجيع الحار الذي يحظى به فريق المنصورة أمام القطبين على أرضه بعكس فرق أخرى يشعر فيها المتابعون بأن الأهلي أو الزمالك يلعبان في استاد القاهرة حتى وهما خارج أرضهما.

أفضل أجيال المنصورة كان في النصف الثاني من التسعينات، وتحديدا من عام 1995 حتى عام 2001 إذ دأب الفريق البرتقالي على احتلال مراكز في النصف الأول من الجدول.

وكان موسم 96-97 هو الأبرز على الإطلاق، إذ أنهى المنصورة الدوري في المركز الثالث محققا 13 انتصارا، وهو إنجاز لم يتحقق في تاريخ النادي سوى مرتين.

ويذكر التاريخ أيضا موسم 76-77 الذي انتزع فيه المنصورة المركز الرابع في الدوري الممتاز.

البحر الأحمر .. أخيرا

كتب فريق الجونة فصلا جديدا في تاريخ الكرة المصرية بعدما أصبح أول فريق من محافظة البحر الأحمر يمثل مجموعة الصعيد في الدوري الممتاز.

وقال إسماعيل يوسف، قائد الزمالك ونجم منتخب مصر سابقا والمدير الفني للجونة حاليا، في مكالمة هاتفية مع برنامج "ستوديو النيل" بعد الصعود إن الفرحة كانت عارمة في مدينة الغردقة احتفالا بأول ممثل لها في الدوري الممتاز.

وأضاف يوسف "الأهالي احتفلوا بنا من نوافذ العمارات وفي الشوارع بعدما أثبت الفريق أنه على قدر الثقة والمساندة التي يحظى بها منذ الموسم الماضي".


ستاد الإنتاج الحربي

وربما تعود فرحة جماهير الغردقة بالجونة إلى الفرصة التي حصلوا عليها أخيرا بمواجهة كبار الكرة المصرية في مدينتهم، وهي الفرصة التي أكد أحمد الصحيفي نائب رئيس النادي عدم التفريط فيها.

وقال الصحيفي قبل جولتين من نهاية الدوري: "لن نخرج من الغردقة ومحافظة البحر الأحمر، خصوصاً أن الجماهير ساندتنا كثيراً فى مشوارنا ولن يكون جزاؤهم حرمانهم من مشاهدة الفرق الكبرى".

وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى نية إدارة الجونة نقل مباريات الفريق إلى ملعب الألومنيوم في نجع حمادي، بسبب عدم قدرة ملعب النادي على استيعاب الجماهير في بعض المباريات الكبيرة في الممتاز.

ولكن الصحيفي أوضح لجريدة "المصري اليوم" أن الملعب "تنقصه فقط إنشاء مدرجات للدرجتين الثانية والثالثة، وهذا الأمر ليس صعباً ومن الممكن الانتهاء من إنشاء المدرجات بين الموسمين".

ستاد راق

الإنتاج الحربي هو ثالث فرق هيئة القوات المسلحة التي تنافس في الدوري الممتاز الموسم المقبل ولكنه يضيف إلى المسابقة أمرا لم يسبقه إليه أي ناد تابع لهيئة أو شركة: ستاد رفيع المستوى.

ويخوض الإنتاج الحربي مبارياته على "استاد السلام" في مدينة السلام في القاهرة وهو ملعب ذو مرافق متميزة، بشهادة لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أثناء متابعهتم للملاعب التي يقام عليها كأس العالم للشباب في سبتمبر المقبل.

وحاز الملعب – الذي يتسع لـ25 ألف متفرج – على إعجاب أعضاء لجنة التفتيش، إضافة إلى مدربي منتخبات إسبانيا، وتاهيتي، وفنزويلا، ونيجيريا الذين يخوضون مبارياتهم هناك.

وكسب الدوري الممتاز ناديا صاحب ملعب يستطيع استضافة مباريات كبيرة، بعكس حال معظم الأندية الصاعدة أو التابعة لهيئات وشركات.

وتستخدم فرق المصرية للاتصالات واتحاد الشرطة ملعبي المقاولون العرب والسكة الحديد لعدم امتلاكهما ملعب مناسب، فيما يلعب إنبي وطلائع الجيش مبارياتهما الجماهيرية خارج أرضهما بسبب عدم جاهزيتهما لاستقبال مشجعين.

صعود الفريق يوفر للمشهد الرياضي المصري أيضا متابعة أكثر قربا من وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل، المعروف باهتماماته الكروية الكبيرة.

وكان مشعل بطل عناوين الصحف الرياضية المصرية في الفترة الماضية بعد وساطته بين عدد من رموز نادي الزمالك في محاولة للوصول إلى قائمة ترضي الجميع وتخوض الانتخابات المقبلة بمساندة جميع أعضاء الجمعية العمومية.

وعلى الرغم من فشل المبادرة، فإن مشجعي الكرة أصبحوا أكثر ألفة بمشعل الذي سيكون له حضورا أكثر قوة في الموسم المقبل ولكن بسبب ناديه هذه المرة.